أخر الاخبار

تربية الاطفال فى الاسلام

الأسرة 

الأسرة هي النّواة الأولى في المُجتمعات بشكلٍ عام، وفي المجتمع الإسلاميّ بشكلٍ خاصّ، لذلك فقد عَنِي الإسلام بالفرد والأسرة عنايةً خاصّةً وجعلها الرّكيزة الأولى التي تقوم عليها الأمم والممالك، وبها أيضاً تفسد وتخرب، وقد أجاد الشّاعر حافظ إبراهيم حين قال: 
من لي بتربية النّساء فإنّها 
في الشّرق علَّةُ ذلك الإخفاقِ 
الأم مدرسةٌ إذا أعددتها
 أعددتَ شعباً طيِّب الأعراقِ 
بالأم الصّالحة تعمُر الأُسَر، ويظهر العلم، وتنمو المُجتمعات، ويَنشأ الجيل الصّالح الفاعل في وطنه وفي مجتمه، وتزدهر البلاد، وتعظم الجيوش، وبالأم الفاسدة يخرب العمران، وتفسد المُجتمعات، وتغفو الأوطان وتكون عرضةً للفتن والآفات، ومرتعاً للشّهوات، وإنّ تربية الأبناء حملٌ ثقيل لا يقوم بحقّه إلا من أدرك عِظَم حجم المسؤوليّة وتنبّه له، وأخذ على عاتقه ترك الرّاحة ومُكابدة السّهر حتّى تَنشأ الأجيال بأفضل ما يُمكن أن تنشأ عليه.

تربية الأطفال

مفهومُ التربية

تنشئةُ المسلمِ وإعدادهُ إعداداً كاملا ًمن جميع جوانبه، لحياتي الدنيا والآخرة في ضوء الإسلام،  وإن شئتَ قُل: هي الصياغةُ المتكاملةِ للفرد والمجتمع على وفقِ شرع الله .

جوانبُ التربية

للتربيةِ جوانب مختلفة، فُهناك التربيةُ الإيمانية، والتربية الخلقية، والتربية الجسمية، والتربية العقلية، والتربية النفسية، والتربيةُ الاجتماعية، والتربية الجنسيةِ وغيرها .

أي لابد أن نفهمَ أنَّ التربيةَ ليست قاصرةً على تربية الجسم فقط، وليست قاصرةً على تعريفِ الولدِ ببعض الأخلاقِ والآداب فقط، بل هي أوسعُ وأشمل من هذا .

كيف نربي أولادنا 

تربية الأولاد من الواجبات المطلوبة من الأبوين، أمر الله تعالى بها في القرآن وأمر بها الرسول صلى الله عليه و سلم، وقد قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} [التحريم:6]. 

يقول الإمام الطبري رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: يقول تعالى ذكره:  {يا أيها الذين آمنوا}  أي: يا أيها الذين صدقوا الله  سبحانه- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- {قوا أنفسكم} أي: علموا بعضكم بعضا ما تقون به من تعلمونه النار وتدفعونها عنه إذا عمل به من طاعة الله واعملوا بطاعة الله تعالى. وقوله تعالى: {وأهليكم ناراً} يقول: وعلموا أهليكم من العمل بطاعة الله تعالى ما يقون به أنفسهم من النار. " بتصرف من (تفسير الطبري:28 / 165). وقال القرطبي رحمه الله تعالى : قال مقاتل: ذلك حق عليه في نفسه وولده وأهله وعبيده وإمائه ، قال إلكيا: فعلينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير وما لا يستغني عنه من الأدب وهو قول الله تعالى: {وأْمُر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} ، ونحو قوله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : {وأنذر عشيرتك الأقربين} ، وفي الحديث : «مروهم بالصلاة وهم أبناء سبع»

أسس تربية الأبناء في الإسلام 

الأبناء من أجلّ النعم التي أنعم الله -تعالى- بها على عباده، حيث إنّ حُبُّهم مغروسٌ في الطبع الإنساني؛ فهم بهجة الحياة وزينتها، إلاّ أنّ هذه البهجة لا تكتمل إلاّ بصلاح الأبناء، واستقامتهم وحسن أخلاقهم، لذلك تُعدّ تربيتهم مهمةً شاقة، ومسؤوليةً كبيرة، وأمانةً لن تبرأ الذمة إلاّ بأدائها، حيث قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا}،[٢] وتربية الأبناء مسؤولية الوالدين أولًا وأخيرًا، حيث قال الله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ}،[٣]وتربية الأبناء لا بد أن تقوم على أسس وقواعد من شأنها تنشئتهم وتربيتهم تربيةً سوية، ومن أسس تربية الأبناء في الإسلام ما يأتي:[٤] تربية الأبناء عبادة: فالتربية تُعدُّ من الدعوة إلى الله تعالى، والدعوة من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد إلى الخالق، حيث قال الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}،[٥] والدعوة في حقّ الناس فرضٌ على الكفاية، أما في حقّ الأبناء فهي فرض عين، فهم أولى من غيرهم في دعوتهم وتربيتهم على الإيمان. 
  • التربية هي القدوة الحسنة: فالأسرة لها الدور الأكبر في صناعة شخصية الأبناء، وذلك لأنّ الأطفال بطبيعتهم يُحبون المحاكاة والتقليد، وأقرب الناس لهم ليُشبِعوا هذه الغريزة هم الوالدان، فعلى الوالدين أن يكونا خير قدوة لأبنائهم. 
  • التربية هندسة: فيجب على الأهل توفير الأمن والسلام النفسي للأطفال، والنظافة والجمال في البيت، وملاحظة قدرات الطفل وتعزيزه، وتعديل السلوك السلبي، مع مراعاة الفوارق الفردية بين الأبناء دون التفرقة بينهم. 
  • التربية اهتمامٌ ومحبة: وذلك من خلال الحفاظ على صحة الأبناء والعناية بهم واتِّباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم من الرقية الشرعية والأذكار، وتوفير الحب والحنان لهم. 
  • التربية آداب: فلا بد من تعليم الأبناء العادات الحسنة وكلمات الترحيب، وآداب استقبال الضيوف وغيرها من آداب الإسلام. 
  • التربية تفاعلٌ وحوار: وذلك من خلال مناقشتهم بهدوء، وفتح المجال لهم لإبداء رأيهم. التربية نظامٌ وانضباط: فإذا نهى الوالدان أولادهما عن أمرٍ عليهم التمسك بالالتزام به وعدم الانصياع لرغبة الأبناء عند بكائهم وصراخهم. 
  • التربية طريقةٌ وسياسة: وذلك من خلال توجيه الأوامر لهم بصيغة الطلب، وعدم توجيهها بصيغة الأمر أو النفي. 
  • التربية اتفاقٌ وتوازنٌ واستقرار: فاتفاق الوالدين على أسلوب التربية من أهم القواعد في التربية. 
  • التربية تأديب: وذلك من خلال تفعيل مبدأ الثواب والعقاب.





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-