تربية الاطفال تربية صحيحة
يسهم التعامل المتوازن مع الأطفال باللين والحزم معاً، أي بوضوح الحدود والممنوعات من التصرفات الخاطئة غير المرغوب فيها، مع تفسير وذكر الأسباب المقنعة بالتربية الصحيحة لهم، مقارنة بإصدار الأوامر بشكل متسلط، والديكتاتورية في التعامل مع الأطفال، واللجوء في بعض الأحيان إلى العنف لفرض السيطرة ليس الحل الأمثل في التربية والطاعة، بل على العكس، فهي ثؤثر على شخصية الطفل وثقته بنفسه، كم أنّ التساهل مع الطفل ليس حلاً أيضاً، فهو يجعل الطفل لا يحترم القوانين والقواعد.
أظهرت إحدى الدراسات بأن شعور الأطفال بالحب من أبائهم يلعب دوراً مهمة في صحة الأطفال وسعادتهم وشعورهم بالرضا حول نفسهم أكثر من مشاعر الحب التي تظهرها أمهاتهم لهم، لذا ينصح الآباء بالاستماع إلى أطفالهم وتكوين علاقات وثيقة معهم، مع ضرورة وضع القوانين المقبولة التي ينبغي على الأطفال اتباعها، والسماح لهم بالحصول على بعض الحرية عندما يقتضي الأمر ذلك.
طرق تربية الأبناء الصحيحة
- ترسيخ الإيمان بالله تعالى في قلب الابن وبضرورة اتباع ما يفرضه عليه الله عز وجل لتتولد لديه محبة له، فهذا يجعل روحه متوازنة بوجود خالق ومدبر للحياة ومحاسِب لكل ما يجري فيها.
- اتباع طريقة التربية المتوازنة، بحيث لا يكون هناك تسلط أو ديكتاتورية في التعامل مع الابن، وفي الوقت نفسه المحافظة على الشدة نوعاً ما لكيلا تخرج الأمور عن السيطرة، فمصادقة الابن في كثير من الحالات تعطيه الراحة والأمان، وبالتالي اللجوء إلى الوالدين في حل المشاكل التي يواجهها، وهنا على الوالدين تقديم النصح والإرشاد بكل لطف وترك الابن يختار الطريق.
- المداومة على مراقبة الابن مع ترك حرية الاختيار له لكي يصل إلى مرحلة يستطيع التمييز بين الخطأ والصواب، وتحمل مسؤولية الخطأ، فليس من المناسب قيام الوالدين بتحديد الصواب والخطأ باستمرار، فذلك يجعل الابن ينشأ اتكالياً وعظيم المسؤولية.
- الإصغاء للابن لترك مساحة له يعبر فيها عما يمر به، وذلك يُشعر الطفل بالأهمية وتقدير الذات، وزيادة قدرته على التعبير ما يجول بخاطره، وهذا يحتاج من الوالدين ذهناً متفتحاً وصبراً وتحكماً بالمشاعر حتى لا ينفعلوا على الابن في حال سمعوا ما لا يحبونه.
- استخدام أسلوب التوجيه بدلاً عن النقد، فذلك يساعد على تنمية قدرات الابن وزيادة ثقته بنفسه.
- استخدام أسلوب المديح عند قيام الابن بالأعمال الجيدة أو الناجحة مهما كانت بسيطة.
أساسيات التربية المتبعة لضمان تربية سليمة لأطفالنا
يجب أولاً البدء بتعليم الأطفال السلوكيات الصحيحة مبكراً فكلما كان ذلك مبكراً كلما كان أفضل، حيث تشير الدراسات أن الأطفال في عمر الإثني عشر شهراً بإمكانهم بدء استيعاب وتعلم وتمييز السلوكيات الصحيحة من الخاطئة. هنا يجب على الوالدين أن يشكلوا قدوة حسنة لأطفالهم فلا يمكن أن تطلبي من طفلكِ أن يحسن التصرف وأنتِ تفعلين عكس ما تطلبينه، إذا كان هناك من الأصدقاء أو الأقارب من يسيء التصرف أمام الأطفال فأطلبي منه عدم فعل ذلك.
ثانياً تجنبي إساءة معاملة طفلكِ وهذا يشمل جميع أشكال الإساءة بما في ذلك الإساءة الجسدية أو العاطفية والنفسية. الأطفال الذين يساء معاملتهم في مرحلة الطفولة، يعانون من قلة تقدير الذات وقلة الثقة بالنفس عند الكبر أضفي إلى ذلك أن معظمهم يصبحون مسيئين للآخرين بدورهم. إذا كنتِ تعرفين أو تعتقدين أن أطفالكِ يتعرضون لسوء المعاملة فعليكِ إتخاذ إجراءات في أسرع وقت ممكن.
وتقدم النسخة الأسترالية من مدونة "هافينجتون بوست" بعض النصائح للتعامل مع الأولاد بشكل فعال، دون اللجوء لما يؤثر عليهم سلبًا كالضرب أو الصراخ.
يجب عليك عند مواجهة طفلك لأي مشكلة أن تمر على 3 مراحل، وهي:
1- يجب عليك توضيح سبب استياءك من تصرف طفلك بكلمات بسيطة واضحة، ويجب عليك أن تطلب من الطفل توضيح موقفه.
2- يجب عليك فتح الآفاق أمام الطفل حتي يستطيع رؤية الصورة كاملة، وتقوم في هذه المرحلة بتبادل وجهات النظر مع الطفل، وسماع ما لديه من إجابات على أسئلتك بخصوص تلك المشكلة.
3- اتخذ القرارات بمشاركة صغيرك، واطلب منه تنفيذها بعد اقتناعه بها، مما يساعده على اكتساب الثقة بالنفس، والتعود على تنفيذ قراراته بصورة مستقلة مدعومة منك.
ربما تفشل تلك الطرق المثالية في التقويم، بسبب العناد أو بسبب ضيق الوقت أو بسبب عصبية الوالد، وعند فشل تلك الطرق، التزم الهدوء، وحاول مراجعة ذاتك.
إن لم تجد مفرًا من توقيع العقاب على الطفل، عاقبه بعقوبات متدرجة، ولا تلجأ للضرب أبدًا، وحاول أن تكون العقوبات هي الملجأ الأخير لك في أسوأ الظروف.