أخر الاخبار

تحضير نص أغراض الشعر للسنة الأولى باك آداب و علوم انسانية

 

تحضير نص أغراض الشعر للسنة الأولى باك آداب و علوم انسانية

أغراض الشعر 

➀ التمهيد :

- اختلف النقاد العرب القدامى حول وضع تصور موحد عن أغراض الشعر. فذهب بعضهم، ومنهم ابن وهب، إلى أنها في الأصل أربعة: المديح والهجاء والحكمة واللهو، وأن كل صنف منها تتفرع عنه فنون، فيكون من المديح الرثاء والفخر والشكر واللطف في المسألة وما شابهها. ويكون من الهجاء الذم والعتاب والاستبطاء والتأنيب وما جانسها. ويكون من الحكمة الأمثال والزهد والمواعظ وما ماثلها. ويكون من اللهو الغزل والطرد ووصف الخمر والمجون وما إليها. غير أن أكبر قسمة هي قسمة أبي تمام في حماسته، فقد صنف الكتابة على عشرة أبواب، وهي: باب الحماسة، وباب المراثي، وباب النسيب، وباب الهجاء، وباب المديح، وباب الأدب، والصفات، وباب السير، وباب مذمة النساء، وباب الملح. غير أن حازم القرطاجني يرى أن تلك التقسيمات غير صحيحة، لكون كل تقسيم لا يخلو من أن يكون فيها نقص أو تداخل.

- صاحب النص: يعد حاتم القرطاجني من أبرز أدباء وبلاغيي القرن السابع الهجري (608-684ه-)، ولد برطاجنة بتونس. وقد جمع حازم، فضلا عن علوم البلاغة والنحو واللغة والحديث، دراية واسعة بالفلسفة. من مؤلفاته: " منهاج البلغاء وسراج الأدباء".

- مصدر النص: "منهاج البلغاء وسراج الأدباء"، تحقيق محمد الحبيب ابن الخوجة، دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة 3، 1986، ص: 336-341 (بتصرف).

➁ ملاحظة النص و صياغة الفرضية:

- العنوان: جاء العنوان جملة اسمية مركبة من اسمين تربط بينهما علاقة الإضافة، والتي تقوم على إسناد كلمة "أغراض" إلى "الشعر". فالأولى تدل على الهدف الذي يسعى إليه الشاعر في قصيدته، أو الفن الذي يعرضه. والثانية فتشير كلام قوامه العاطفة والخيال والموسيقى والقافية.

- فرضية القراءة: من خلال قراءتنا في العنوان، وملاحظتنا لبناء النص ولمصدره نفترض بأنه عبارة عن مقالة أدبية يعالج فيها الناقد موضوعا يرتبط أغراض الشعر العربي القديم، والمعايير المعتمدة في تقسيمه..

➂ فهم النص :

✔ القضية المحورية: تتبع الناقد التقسيمات التي اقترحا النقاد قبله معتبرا إياها ناقصة ومتداخلة فيما بينها. محاولا إضافة مهمة جليلة أخلاقية للشعر ألا وهي جلب المنافع ودفع المضار

✔ القضايا الجزئية الجزئية:

- إشارة الكاتب إلى اختلاف النقاد في قسمة الشعر، مع تفسيره لهذا الاختلاف.

- كشف الناقد عن موقفه من تلك التقسيمات، حيث اعتبرها خاطئة تفتقد للمعيارية. .

- إناطة الناقد بالشعر مهمة أخلاقية تتجلى في استجلاب المنافع، واستدفاع المضار.

- تحديد الأغراض الشعر التي توصل إليها، والمتمثلة في التهاني وما معها، والتعازي وما معها، والمدائح وما معها، والأهاجي وما معها.

✔ مضمون النص: يبدأ القرطاجني نصه بتقرير حقيقة اختلاف البلغاء و النقاد حول تقسيم الأغراض الشعرية ، حيث يعتريه النص تارة و التداخل تارة أخرى، و عرض بهذا الخصوص رأيين اثنين هما : الرأي القائل بأنها أربعة أقسام و الرأي القائل بأنها ترجع كلها إلى قسمين هما الرغبة و الرهبة ، ثم انتقل إلى توضيح أساس أخلاقي لتقسيم أغراض الشعر و هو استجلاب المنافع و دفع المضار مع مراعاة الأحوال النفسية للشاعر، و قد حصر أغراض الشعر في أربعة أغراض هي: التهاني و ما معها، و التعازي و ما معها، و المدائح و ما معها و الأهاجي و ما معها، ليختم نصه بأن الباعث على ذلك كله إنما الارتياح أو الاكتراث أو هما معا.

➃ تحليل النص:

➀ المعجم النقدي:

✔ يحتوي النص النقدي على مجموعة من المصطلحات تتوزع فيما بينها للدلالة على حقلين دلاليين. ويمكن التمثيل لها وفق ما يلي:

- مصطلحات الأغراض الشعرية: مدح، هجاء، نسيب، رثاء، وصف، تشبيه، التهنئة، المسبب، المشبب، معاتبة، توبيخا....

- مصطلحات الأحوال النفسية: الرغبة، الرهبة، الطرب، الغضب، بسط النفوس، قبضها، استجلاب المنافع، استدفاع المضار....

✔ يتضح من خلال جرد المصطلحات الدالة على كل حقل أن العلاقة القائمة بين الحقلين هي ترابط وتكامل، حيث إن الناقد اعتمد، أثناء تقسيمه لأغراض الشعر، على ربط الغرض الشعري بحالة النفس.

➁ الإطار المرجعي:

اعتمد الناقد على مرجعية تاريخ الأدب، ونلمسها من خلال تتبعه لاختلاف البلغاء والنقاد في تقسيمات الشعر وحصر أغراضه.

➂ المنهجية المتبعة:

سلك الناقد منهجا استقرائيا، حيث إنه انتقل من قضايا جزئية تتمثل في تلك التفريعات الفرعية لأغراض الشعر (مدح، هجاء، نسيب..). ثم قام بتجميعها في أغراض شعرية عامة حصرها في التهاني وما معها، والتعازي وما معها. ثم اختزل هذه الطرق الشعرية الأربع في ثلاث بواعث نفسية هي: الارتياح، الاكتراث، الارتياح والاكتراث معا.

➃ الحجج والبراهين:

اعتمد المرزوقي في مقالته النقدية على ثلة من الحجج والبراهين، نجد على رأسها:

- حجة السرد: حيث سرد لنا الأغراض الشعر التي حددها النقاد قبله

- حجة المقارنة: وتتمثل في مقارنته بين الأغراض الشعرية، وبين البواعث التي تدفع الشاعر إلى النظم.

- حجة الشرح والتفسير: إذ فسر وشرح المعايير المعتمدة في تقسيمات الشعر عنده.

- حجة الشرط: "لما كان القصد بها ... سمي ما يتعلق". والملاحظ هو أن الناقد قد باعد بين فعل الشرط وجوابه، حيث فصل بينهما بعدة سطور، غير أن هذا الفصل حافظ على ترابط النص واتساق جمله.

- حجة الاستنتاج: " فقد تبين أن أمهات الطرق الشعرية أربع، وهي: ...".

➄ التركيب :

من خلال دراستنا لهذا النص ملاحظة وفهما وتحليلا، نخلص إلى القول بأنه مقالة أدبية تتناول تصورا نظريا حول أغراض الشعر العربي القديم، والمعايير المعتمدة في تقسيماته. حيث بنى الناقد تصوره في تقسيمات الشعر وأغراضه على معيارين أساسيين، وهما: ربط الأغراض بأحوال القائلين والمقول فيهم، وربط الأغراض بالحالة النفسية للمتلقي مركزا على حالتي: بسط النفس وقبضها. وقد حاول الناقد أن يفسر لنا تلك الأغراض اعتمادا على ثلة من الحجج المتنوعة، ومنهج استدلالي قوامها الاستقراء.

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-