تحضير النص الشعري وطني للسنة الثالثة إعدادي مجال القيم الوطنية والإنسانية. نص قرائي من كتاب المختار في اللغة العربية. تم إعداد نص وطني وفق آخر تحديثات 2021.
الفئة المستهدفــــة : السنة الثالثة ثانوي إعدادي
الوحـــــدة الثانية: مجال القيم الوطنية والإنسانية
المـــــــــــــــكـون : القـــــــــــــراءة
المــــــــوضــــوع : وطنــي/ محمود درويش ( نص شعري) ص 62
وطنــي
ما كنتُ أعرفُ أنَّ تحتَ جلودنا ۩۩۩ ميلادُ عاصفةٍ … وعــرسُ جداولِ
سدّوا علـيَّ النـتـورَ في زنـزانةٍ ۩۩۩ فتوهّجتْ في القلبِ شمسُ مشاعلِ
كتبوا على الجدرانِ رقـمَ بطاقتي ۩۩۩ فنما على الجدرانِ مـرجُ سنــــابلِ
رسموا على الجدرانِ صورةَ قاتلي ۩۩۩ فمحتْ ملامحَها ظـلالُ جدائــــلِ
وحفرتُ بالأسنانِ رسمك دامياً ۩۩۩ وكتبتُ أغنيـةَ العذابِ الـراحــــلِ
أغمدتُ في لحمِ الظلامِ هزيمتي ۩۩۩ وغرزتُ في شعرِ الشموسِ أنامـــلي
والفاتحونَ على سطــوحِ منازلي ۩۩۩ لم يفتحـوا إلا وعــــــودَ زلازلي!
لن يبصـروا إلا توهّــجَ جـبهتي ۩۩۩ لن يسـمعوا إلا صــريرَ سلاســلي
محمود درويش، آخر الليل، الأعمال الكاملة. دار العودة، بيروت 1983 – ص 239 – 240.
تحضير النص الشعري وطني:
I. تأطير وملاحظة نص وطني:
1 – صاحب النص: محمود درويش (1941 – 2008)، شاعر فلسطيني، من دواوينه الشعرية: أوراق الزيتون – عاشق من فلسطين – وداعا أيتها الحرب وداعا أيها السلام.
2 – مصدر النص: ديوان آخر الليل” لمحمد درويش، ضمن “الأعمال الكاملة”. ص 239 – 240 (بتصرف)
3 – دلالة العنوان: عنوان النص مركّب إضافي، أضيف فيه ضمير المتكلم العائد على الشاعر(الياء) إلى الوطن للدلالة على ارتباطهما وعدم افتراقهما؛ فكلاهما شيء واحد. ومما يدل على ذلك أيضا حذف أداة النداء، لطيّ المسافة بين المنادي(الشاعر) والمنادى (الوطن).
4 – بداية النص ونهايته:
– البيت الأول: تكرر فيه العنوان، وتردد فيه ضمير المتكلم أكثر من مرة (وطني – يعلمني – سلاسلي …) للدلالة على قرب المسافة النفسية بين الشاعر ووطنه رغم بعده عنه فيزيائيا.
– البيت الأخير: تغيّر فيه الضمير من المتكلم إلى الغائب، للدلالة على بعد المسافة النفسية بين الشاعر والعدوّ وكرهه له، رغم وجوده قريبا منه في زنزانته / لن + الفعل المضارع(يبصروا – يسمعوا ): يدل على استمرار المعاناة والتفاؤل على حد سواء.
5 – الصورة المرفقة: صورة فوتوغرافية تجسد الشاعر الراحل محمد درويش، وهو في حالة تفكير وتأمل.
الفرضيات المصوغة :
انطلاقا من المشيرات السابقة، نفترض أن:
– موضوع النص: ولع الشاعر بوطنه، وإصراره على تحدي المحتل الإسرائيلي حتى تحقيق النصر.
– نوعية النص: قصيدة شعرية ذات نظام الشطرين المتناظرين، مع وحدة الوزن والقافية والروي.
II. فهم نص وطني:
1 – الإيضاحات اللغوية:
– جداول: ج جدول مجرى مائي..
– جدائل: ج جديلة وهي ضفيرة.
– المرج: الحقل اليانع.
– الفاتحون: الغزاة المعتدون..
– صرير: ما تحدثه السلاسل من صوت وصلصلة.
– زنزانة: غرفة داخل السجن تتخذ بشكل انفرادي، إمعانا في التعذيب.
2 – الفكرة المحورية:
حب الشاعر لوطنه، وإصراره على الصمود والتحدي إلى حين تحقيق النصر.
3-مقاطع النص ومضامينها:
– موضوع النص: ولع الشاعر بوطنه، وإصراره على تحديد
المحتل الإسرائيلي حتى تحقيق النصر.
III. تحليل نص وطني:
1 – الحقول المعجمية:
== الأمل في ظل الألم يعني التحدي والصمود، وبالأمل خفف الشاعر من معاناته داخل السجن.
2- الإيقاع الخارجي والداخلي للنص:
أ. الإيقاع الخارجي: ويتجلى في وحدة الوزن والقافية والرويّ(اللام).
ب. الإيقاع الداخلي: ويتجلى في:
أ. الجناس: جداول / جدائل –
ب. التكرار: ويتجلى في تكرار مجموعة من الألفاظ (الجدران، رسم، شمس، فتح…)، وتكرار مجموعة من الحروف المجهورة (اللام – الجيم – العين …) للدلالة على كون الشاعر يقصد البوح بمشاعره والجهر بها.
ج. الترادف: النور = شمس – كتبوا = رسموا – أغمدت = غرزت
د. الطباق: ظلام ≠ نور – عنف ≠ رقة – رسموا ≠ محت
=== أسهمت مكونات الإيقاعين الداخلي والخارجي في إعطاء نبرة موحدة لموسيقى القصيدة، مع إحداث تماسك داخلي لجو القصيدة المتسم بسعة الخيال، ما ساعد على شد انتباه القارئ وضمان تفاعله مع مضامين النص.
3 – الصور الشعرية في النص:
الصورة الشعرية تركيب لغوي يمكّن الشاعر من تصوير معنى عقلي وعاطفي متخيل ليكون المعنى متجليا أمام المتلقي، حتى يتمثله بوضوح ويستمتع بجمالية الصورة التزيينية.
أ – التشبيه: توهج جبهتي (شبه جبهته بالشمس)
ب – الاستعارة: يعلمني حديد سلاسلي، عرس جداول، أجمدت في لحم الظلام هزيمتي…
ج- الرمز: – سنابل: ترمز للخصب والخير. – جدائل: ترمز للصبر والشموخ والصمود.
وظيفتها: أدت وظيفة تعبيرية؛ من خلال التعبير عما يجيش في وجدان الشاعر من أحاسيس وعواطف، وساعدت على تأكيد المعاني والمبالغة في تصوير الأحوال بالعدول عن اللغة التقريرية المباشرة إلى لغة مبتكرة تحقق لذة جمالية تتجاوز المألوف المتداول. == التشخيص ورسم صور حسية ملموسة لما هو عاطفي مستتر.
5 – الأساليب الموظفة في النص:
+ النداء: وطني (حذفت الأداة)
+ النفي: ما كنت أعرف…
+ القصر: للدلالة على الإصرار والتحدي والرفض القاطع (لم يفتحوا إلا…، لن يبصروا إلا…)
6 – الجمل والضمائر:
– تهيمن على النص الجمل الفعلية؛ للدلالة على حركية الشاعر ووجوده، رغم كيد العدو (أغمدت، حفرت، غرزت)
– تكرر ضميران على امتداد القصيدة، هما: ياء المتكلم الدالة على ذات الشاعر الصامدة (وطني، سلاسلي، بطاقتي …)، واو الجماعة الدال على المحتل المستمر في ظلمه (سدوا، كتبوا، رسموا … ).
7 – القيم المبثوثة في النص:
حب الوطن، فداء الوطن، التضحية في سبيل عزة الوطن…
– نوعية النص:
قصيدة شعرية ذات نظام الشطرين المتناظرين، مع وحدة الوزن والقافية والروي.
IV. تركيب نص وطني:
شكل التعلق بالوطن والارتباط به أحد أهم الموضوعات التي اهتم بها الشعراء؛ كون الوطن مصدر الاعتزاز والكبرياء والشعور بالبطولة والشجاعة، ولأن الشعر شكل من أشكال الدفاع عن الوطن والتعبير عن حبه والتعلق به. وهذا ما يظهر جليا في قصيدة محمود درويش التي قمنا بتحليلها.
نجد الشاعر درويش يفتتح قصيدته بالجمع بين لفظتين متناقضتين (عنف ≠ رقة) للدلالة على وضعية الشاعر وإحساسه داخل السجن، حيث يتجاذبه إحساسان متناقضان؛ إحساس بالعنف إزاء العدو، وإحساس بالرقة والأمل والتفاؤل بنيل الحرية وتحقيق النصر.
ويختم القصيدة بإجراء تقابل بين ألفاظ البيت الأخير فيما بينها (توهج جبهتي ≠ صرير سلاسلي)، وتقابل بينها وبين ألفاظ البيت الأول (رقة المتفائل = توهج جبهتي (لأن التوهج رمز للتفاؤل) ≠ عنف النسور = صرير سلاسلي (لأن السلاسل ترمز للعنف).
كما نلاحظ أيضا تردد الفعل المضارع (يبصروا – يسمعوا)، ما يدل على استمرار المعاناة والتفاؤل على حدّ سواء.
يتضمن النص قيما وطنية وإنسانية منها: الصمود والإيمان بالقضية، وعدم فقد الأمل، وحب الوطن والنضال في سبيل عزة الوطن.