دعوة الى التسامح - محمد الحلوي
نص ادبي / قصيدة شعرية - أولى باك - منار اللغة العربية (ص 138)
ملاحظة النص :
1) دلالة العنوان :
يوحي العنوان بعقد مصالحة مع الذات و الآخر و التحلي بخلق التسامح و التعايش بغية تحقيق حياة إنسانية تصون كرامة الإنسان.2) فرضية النص :
انطلاقاً من المشيرات الدلالية نفترض أن القصيدة دعوة إلى التسامح و التعايش لاستمرار حياة إنسانية، و نبذ أشكال الكراهية و الإقصاء.فهم النص :
1) الأبيات 1-5 : يطلق الشاعر نداء الأخوة و التعاون في عالم مضطرب و مخيف.
2) الأبيات 6-12 : دعوة الشاعر إلى التحلي بالتفاؤل في الحياة و التضامن مع باقي الناس.3) الأبيات 13-20 : دعوة الشاعر إلى الإتصاف بالتسامح و التآخي و نبذه للعداوة و النفاق و الحقد الذي يؤدي غالباً إلى النزاعات و الخصومات.
تحليل النص :
1) المعجم :
الحقل الدال على الوضع المرفوض : ضدان - احتراق - نهيج إلى البحر - مطامع - مدرجات البنان - اختلاف - نهدم - ضحايا - يفنون...الحقل الدال على الوضع المأمول : ضع يدك في يدي - تعاون معي - لا تكلني - السلم - أخوان - الصداقة - الصفاء...
نستنتج أن العلاقة القائمة بين الحقلين الدلاليين علاقة تضاد و تنافر لأن الشاعر يدعو إلى التحلي و التشبع بقيمة التسامح و التعايش قصد مجابهة ما يعتري حياة الإنسان من مشاكل، و ينبذ كل أشكال العداوة و البغضاء التي من شأنها أن تفرق بين الناس.
2) الصور الشعرية :
وظف الشاعر أنواعاً من الأساليب البلاغية من قبيل :- التشبيه المُجمَل : "نسعى لاحتراق كأننا ضدان." - المشبه : الإنسان - المشبه به : الضدان - أداة التشبيه : كأن - وجه الشبه : الإختلاف.
- التشبه البليغ : "نعيش في هذه الدنيا ذئاباً في صورة الإنسان." - المشبه : الإنسان - المشبه به : ذئاب - أداة التشبيه محذوفة - وجه الشبه : المكر و الشر و الوحشية.
- الإستعارة المكنية : "نجذف بالأيدي فنرسي على جناح الأمان." - المستعار له : الأمان - المستعار منه (محذوف) : الطائر. ألقى على أحد لوازمه (الجناح) - المستعار : السكينة و الحرية و الإستقرار - القرينة المانعة (لفظية) : نرسي.
3) الإيقاع الخارجي :
التزم الشاعر بالبناء العمودي الخليلي قافية و رويًّا. و نظم قصيدته على البحر البسيط (مستفعلن فاعلن/مستفعلن فاعلن).
بُنيت القصيدة على روي موحد وهو حرف النون. القافية مطلقة و هي تعد من أحسن القوافي تنغيماً و تطريباً.
4) الإيقاع الداخلي :
يحضر في النص بشكل مكثف تكرار اللفظ بشكل متوالي (التكرار الإنفعالي، مثلما في البيت الأول و البيت الخامس.
كشف التكرار عن نفسية الشاعر المتسمة بالشعور بالنقمة و الأسى على افتراق و تشتت الناس. كما كشف عن روح الشاعر المتفائلة و المتطلعة لمستقبل أفضل.
وظف الشاعر كذلك أساليب بديعية من قبيل الطباق (التضاد). مثال : نهدم ≠ نبني / يفنون ≠ يعيش / الحرب ≠ السلم.
كما وظف الجناس : افتراق / احتراق.
أدت هذه الأساليب نغمة موسيقية متماثلة.
5) الأساليب الفنية :
يهيمن على النص الأسلوب الإنشائي المتمثل في :
- أسلوب النداء (يا أخي...)
- أسلوب الإستفهام (لما نحيا ؟...)
- أسلوب الأمر (تعاون معي...)
أدّت الأساليب الإنشائية وظيفة تأثيرية انفعالية، كما يحضر في النص ضمير الجمع المتكلم، دلالته الخطاب الموجه لسائر الناس من أجل شد وثاق الأواسر الإنسانية و العلاقات الوجدانية.