عش للجمال - اولى باك
قصيدة للشاعر إيليا أبو ماضي - منار اللغة العربية (ص 147)
(عش للجمال تراه العين مؤتلقا...)
ملاحظة النص :
1) دلالة العنوان :
يحيل العنوان على دعوة الشاعر الناس إلى التفاعل مع مظاهر الجمال الكامنة في الطبيعة و استشعار ما فيها من بهاء و رونق.الدعوة توحي بتجاوز الموقف الإنفعالي إلى رؤية عميقة إلى الوجود.
دلالة البيت الأول : إتاحة فسحة للتحمل و التفكر في مظاهر الطبيعة لاستكشاف ما فيها من جمال.
2) فرضية النص :
من خلال المشيرات الدلالية نفترض أن الشاعر يصف مظاهر الجمال في الطبيعة.فهم النص :
الأبيات 1-5 : تحديد الشاعر دعوته إلى التقاط أسرار الجمال و التأمل العميق فيه الموجود في كل مكونات الطبيعة و الحياة.الأبيات 6-10 : عجز الإنسان عن استقصاء جمال الطبيعة و الحياة لأنه غير محدود بينما يقف الإنسان بإدراكه و إحساسه عند حدود معينة. كما يجدد دعوته إلى الإنصهار و الإنغماس في جمال و رونق الطبيعة و تجاوز الرؤية السطحية إلى رؤية أعمق.
تحليل النص :
1) المعجم :
الحقل الدال على مظاهر الطبيعة :الزهر - البساتين - الجبال - السواقي - أنجم الليل - الرياحين - البروق...
الحقل الدال على الجمال :
الجمال - روعتها - الحسن - مؤتلقاً - ضحك المجانين - أجفان تشرين - ثرثرة الأطفال...
العلاقة بين الحقلين الدلاليين هي علاقة ترابط و تلازم لأن الشاعر يدعو الإنسان إلى تأمل مظاهر الجمال في الطبيعة و التفاعل معها.
2) الصور الشعرية :
توظيف الشاعر أساليب بلاغية من قبيل :- التشبيه : "و في السواقي لها كالطفل" (تشبيه مجمل). - المشبه : السواقي - المشبه به : الطفل - أداة التشبيه : الكاف - وجه الشبه : الحركة الذؤوبة الدائمة.
- الإستعارة المكنية : "ابتسامات أيار". حيث أسند الشاعر سمة إنسانية و هي الإبتسامة على شهر أيار ليبين مدى فرحة و انتشاء الشهر بقدوم فصل الربيع من الجمال.
- الإستعارة التصريحية : "البروق لها ضحك المجانين" - المستعار له : البروق - المستعار منه : المجانين - المستعار : الضحك.
أدت هذه الصور الشعرية وظيفة جمالية.
3) الإيقاع الخارجي :
نظم الشاعر قصيدته على بحر البسيط.
بُنيت القصيدة على حرف الروي "ن" و القافية المطلقة.
4) الإيقاع الداخلي :
أسهم التكرار في تنامي الموسيقى الداخلية و يحضر في النص بشكل لافت تكرار العبارات. دلالته الكشف عن نفسية الشاعر المنفعلة بمظاهر الجمال في الطبيعة.
5) الأساليب الفنية :
زاوج الشاعر بين الأسلوب الخبري و الأسلوب و الأسلوب الإنشائي المتمثل في الأمر (عش للجمال) و الإستفهام الإنكاري (فكم تماوج في سربال غانية). أدت هذه الأساليب الإنشائية وظيفة تأثيرية انفعالية. و أدت الأساليب الخبرية وظيفة الإخبار التي هيمنت عليها وظيفة تقريرية مباشرة و قد ارتبط ذلك بمقصد الشاعر و هو الدعوة إلى التشبع بقيمة الجمال.