قصيدة حبل الاجتماع لمعروف الرصافي
أولى باك - منار اللغة العربية (ص 127)
ملاحظة النص :
1) دلالة العنوان :
يوحي العنوان بأن تماسك الجماعة و تلاحمها يقتضي اتصاف أفرادها برابطة التضامن و التعاون لمواجهة عوائق و مشاكل قد تعتري حياة الإنسان و تهددها بالضعف و الهوان.2) فرضية النص :
من خلال المشيرات النصية نفترض أن الشاعر يعالج رابطة التضامن باعتبارها قيمة ثابتة ملازمة للإنسان تجلب له المنفعة و تدرأ عنه المفسدة.فهم النص :
1) الأبيات 1-3 : ضرورة انتماء الفرد إلى الجماعة لكون و جوده مرتهن بوجود الآخر.2) الأبيات 4-8 : بيان الشاعر أن الفرد دائم الإحتياج إلى آخر لدعمه و مساندته لمواجهة ما يتخطى حدود طاقاته و قدراته بغض النظر عن عرقه أو لونه.
3) الأبيات 9-12 : اتصاف الجماعة بخلق التضامن و التآزر و التعاون من شأنه تحقيق مصالح عامة و الإنتفاع بها.
تحليل النص :
1) المعجم :
- الحقل الدال على المجتمع : حال الإجتماع - الناس - عجم و عرب - مجال العيش - مصالحهم...
- الحقل الدال على التضامن : التعاون - المساندة - يمسك بعضه بعضاً - الإنتفاع و الإرتفاع...
انطلاقاً من الحقلين الدلاليين نستنتج أن العلاقة القائمة هي علاقة تلازم لأن رابطة التضامن تضمن تماسك و تلاحم المجتمع.
2) الصور الشعرية :
لإبراز أهمية التضامن في حياة الإنسان وظف الشاعر أساليب بلاغية من قبيل التشبيه : "رأيت الناس كالبنيان".
- المشبه : الناس.
- المشبه به : البنيان.
- أداة التشبيه : الكاف.
- وجه الشبه : القوة و المتانة إذ يصعب أن يتداعى.
3) الإيقاع الخارجي :
التزم الشاعر بالبناء التقليدي (الخليلي) وزناً و قافية و رويًّا، فنظم قصيدته على بحر الوافر (مفاعلتن/مفاعلتن/فعول) و قد تصرف في التفعلة تصرفاً يختلف من بيت إلى آخر مستفيداً من الجوازات العروضية : القبض (فَعولُنْ > فَعولُ : حذف الخامس الساكن) - العصب (مُفاعَلَتُنْ > مُفاعَلْتُنْ : تسكين الخامس المتحرك).
القافية : مطلقة.
الروي : موحد (حرف العين).
4) الإيقاع الداخلي :
مما يحقق للنص موسيقاه الداخلية هو حضور التكرار بشكل لافت :
- تكرار الكلمات : الإجتماع، انتفاع، الناس...
- تكرار الأصوات : حرف السين و حرف العين.
- توالي الحركات تتفق مع حركة الروي و القافية : الفتحة و الكسرة.
وظيفته الدلالية هي تأكيد و تقوية المعنى.
وظيفته الإيقاعية أنه أكسب التكرار جِرساً موسيقياً و تماثلاً صوتيًّا.
5) الأساليب الفنية :
يهيمن على النص الأسلوب الخبري و ترتبط هذه الهيمنة بمقصدية الشاعر لإبراز قيمة التضامن في ضمان حياة اجتماعية إنسانية.