1/- تعريف النظرية :
* فرضيات، أفكار مؤسسة على تجارب في الطبيعة..
* مجموعة من القواعد والقوانين التي ترتبط بظاهرة ما وما ينتج عن هذه القوانين من مفاهيم وافترضات و عمليات يتصل بعضها ببعض..
وفي مجال التعلم، تهتم النظريات المعروفة بالتعلم.. باعتباره فعلا يمكن دراسته وتتبع آثاره وتناوله من زوايا مختلفة.
2/- تعريف التعلم:
هو النشاط الذي بموجبه يكتسب الفرد المعارف والمواقف والمهارات التي يفضلها يشبع حاجاته ودوافعه وبهذا المعنى يصبح التعلم عملية تغير دائم في سلوك الإنسان.
3/- أنواع النظريات:
أنواع النظريات ثلاثة، هي:
- السلوكية؛
- المعرفية؛
- البنائية.
تصنيف آخر:
نظريات التعلم العلمية:
هي
هي
- نظرية علم النفس الفارقي
- نظرية الذكاءات المتعددة..
هي
- السلوكية
- الجشطلتية
- البنائية
- السوسيوبنائية
- المعرفية
- المجالية
- الاجتماعية.
🔴 النظريات السلوكية:
- من هم أهم روادها: بافلوف، سكنير.
النظريات السلوكية:
💥 نظرية التعلم الشرطي أو الاشراط التقليدي لبافلوف:
- عندما أجرى تجاربه على بعض الحيوانات، لاحظ أن الحيوان عندما يتعرض لبعض المثيرات التي ترتبط بشكل متكرر بالطعام، فإنه يفرز لعابه حتى وإن لم يوضع الطعام فعلا في فمه وهذا ما يسميه بافلوف المثير الشرطي.
- الطعام(مثير طبيعي)⬅ سيلان لعاب الكلب (استجابة طبيعية).
- التجربة الثانية:
صوت الجرس(مثير محايد)➕طعام (مثير طبيعي)⬅سيلان لعاب الكلب(استجابة طبيعية).
- التجربة الثالثة:
مع التكرار، تعود الكلب على اقتران صوت الجرس بوجود الطعام..
إذن، صوت الجرس(مثير شرطي)⬅سيلان لعاب الكلب(استجابة شرطية).
- انطلاقا من التجربة هناك مجموعة من المفاهيم الأساسية المرتبطة بالنظرية السلوكية (الإشراط التقليدي لبافلوف):
[المثير الطبيعي-الاستجابة الطبيعية- المثير المحايد-المثير الشرطي-الاستجابة الشرطية-السلوك.].
بعض قوانين النظرية:
-قانون التدعيم (تشجيع المعلم للطالب)؛
-قانون الانطفاء (تضاؤل الاستجابة)؛
-قانون الاسترجاع التلقائي (ظهور الاستجابة من جديد).
بعض التطبيقات التربوية للنظرية:
1-تقدم التفسيرات لردود الافعال الانفعالية مثل (الخوف المرتبط بالقلق الألم)؛
2-تكوين اتجاهات موجبة التلاميذ تجاه المدرسة بمعنى ربط الذهاب للمدرسة بالانشطة المحببة للأطفال.
3-تعليم القراءة للأطفال من خلال اقتران الجمل المطلوب قراءتها بالصور المعبر عنها.
💥 نظرية الاتجاه الاجرائي لسنيكر أو نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ :
قفص سكينر (وضع الفأر في القفص ووضع الأكل في مغلقة الفأر يتحرك عبثا في القفص، فحصل على الأمل بعد ضغطه على زر بمحض الصدفة! بعد عدة محاولات، أصبح الوقت الذي يستغرقه في كل محاولة تقل عن المحاولة التي سبقتها ذلك يعني تحسن تدريجي يحدث لعملية التعلم.
هنا حصل الفار على الطعام ⬅تعزيز ايجابي؛
بعد ضغطه على الزر، أصابته صعقة كهربائية⬅تعزيز سلبي.
إذن ماهو التعزيز الإيجابي وما هو التعزيز السلبي؟
- هناك سلوك ينتج عنه عقاب، وسلوك آخر ينتج عنه جزاء.. فالعقاب تعزيز سلبي والثواب (المكافأة) تعزيز إيجابي.
بعض قوانين نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ:
1)- قانون التمرين (المران):
يشير إلى ممارسة الارتباط بين المثير والاستجابة وله نوعان:
×النوع الأول: قانون الاستعمال (الممارسة والتدريب)
×والنوع الثاني: قانون الإهمال أو عدم الاستعمال.
2)- قانون الأثر: الارتباط بين المثير والاستجابة يقوي أو يضعف النتيجة لما يترتب على الاستجابة من شعور بالارتياح او عدم الارتياح!
3)- قانون الاستعداد أو التهيؤ للاستجابة.
مثال: .. في الفصل اذا قام التلميذ بسلوك ما، وكانت ردة فعل المعلم بالابتسامة فهذا تعزيز إيجابي يجعل المتعلم يكرر نفس الفعل أما اذا غضبت مثلا فهذا تعزيز سلبي..الخ.
بعض التطبيقات التربوية للنظرية:
استثارة دافعية المتعلمين عن طريق اشراكهم في اختيار أنشطة التعلم وأساليبه.
2-تقوية الروابط بين المثيرات والاستشارات بالتكرار والتدعيم.
3-التهيئة والتمهيد للدرس خطوة هامة تساعد المتعلمين على فهم واستيعاب الشرح.
4-لتعلم تي مهارة بشكل قوي يجب أن تمارسها بشكل مستمر.
🔴 النظرية الجشطلتية (نظرية التعلم بالفهم والاستبصار):
مؤسسها هو "ماركس فيرتيمر"، ظهرت بألمانيا ثم انتقلت بعد ذلك إلى أمريكا على يد "كوفكا" و "كوهلر" في العشرينيات من القرن الماضي، قامت بانتقاد النظرية السلوكية التي غيبت الذات المتعلمة.
مبادئ التعلم في هذه النظرية:
1-الفهم الدقيق لبنية الشيء (الفرد يدرك المواقف والأحداث بشكل كلي).
2-تحقق الاستئثار من طرف الذات المتعلمة.
3-يعد الاستبصار حافزا داخليا.
4-التعلم مرتبط بالنتائج التي يؤدي إليها.
5-التعلم يتحقق بقدرة المتعلم على نقل تعلماته إلى الوضعيات المشابهة.
للتبسيط: يتم اسقاط التعلمات في نطاقها العام على وضعيات خاصة.
أي من العام إلى الخاص= من الكل الى الأجزاء. (مثال: الجملة---》الحرف).
✏ التعلم في هذه النظرية يتم بمراعاة القوانين التالية:
-قانون التقارب؛
-قانون التشابه؛
-قانون الإغلاق؛
-قانون الاتصال والاستمرارية؛
-قانون الشمول.
مثال:
لإدراك الأشياء المتقاربة حيث يظهر ذلك جليا في التجربة عندما وضع الموز أعلى القفص في السقف وبداخله قرد مع وضع صناديق داخل القفص بالقرب من الموز ليدرك القرد أنه يجب عليه تسلق الصندوق ليصل إلى طعامه..
النسق المفاهيمي للنظرية الجشطلتية:
-الجشطلت مصطلح باللغة الألمانية يراد به "البنية".
-البنية: مجموعة من العناصر المرتبطة لقوانين داخلية ، تحكمها الدينامية.
💎 الاستبصار: الفهم الدقيق لعناصر البنية من خلال إدراك العلاقات القائمة بين أجزائها وإعادة تركيبها.
💎التنظيم: هو العملية التي بواسطتها يتم الكشف عن العلاقة بين أجزاء الجشطلت.
💎إعادة التنظيم: يحيل على فعل الذات في البنية من خلال إعادة مكونات البنية حسب خصائص الذات.
💎التعميم أو الانتقال: أن يكون المتعلم قادرا على نقل فهمه للبنية الأصل إلى بنيات متشابهة ومتقاربة.
💎الدافعية الأصلية: الأسباب الداخلية المرتبطة بذات المتعلم وهي الأكثر ديمومة وأكثر قوة من المثيرات الخارجية.
💎الفهم والمعنى: يتحقق التعلم عندما تستطيع الذات عن طريق الاستبصار فهم معاني البنية والانتقال من الغموض إلى الوضوح.
بعض التطبيقات التربوية للنظرية الجشطلتية:
🔸التركيز على الإطار العام قبل التحدث عن العناصر (نبدأ من الكل إلى الجزء)؛
👏مثال:
لتدريس حرف من الحروف(ك) ننطلق من الجملة (الكل) كتب كريم---كتب--- ك (الجزء)
=[الجملة》 الكلمة》 الحرف]
🔸يعتمد التعلم على إدراك العلاقات بين عناصر الموقف أو الدرس.
🔸يتم التعلم عن طريق الفهم وليس الحفظ.
🔴 النظرية البنائية:
مؤسسها جون بياجي Jean Piaget، أعادت الاعتبار للذات المتعلمة من خلال ما يقع في الدماغ الذي هو آلية للتفكير والسيرورات العليا.
💥التعلم في النظرية البنائية :
يبنى من خلال تكيف الذات مع موضوع التعلم وذلك عبر الاستيعاب والتلاؤم المؤديين الى التوازن الحاصل في الدماغ بين المعطيات السابقة والمعطيات الجديدة.
💥مبادئ التعلم في النظرية البنائية:
-التعلم لا ينفصل عن التطور النمائي.
-التعلم يقترن باشتغال الذات على الموضوع .
-التمثلات هي الإستراتيجية الأساسية التي يتعلم بها المتعلم.
-المثير الواحد قد يؤدي إلى استجابات مختلفة.
💥 النسق المفاهيمي للنظرية البنائية :
-الاستيعاب؛
-التلاؤم؛
-التوازن؛
-التكيف؛
-التمثلات؛
-خطابات الفعل؛
-السيرورات الإجرائية.
💥 مراحل النظرية البنائية في بناء التعلمات:
1-الاستيعاب: عملية ذهنية تحصل عند إدراك المتعلم لوضعية مشكلة تواجهه، وفهم معطياتها تبعا لما يتضمنه ذهنه من عمليات وبنيات فكرية متنوعة.
2-اللاتوازن: حالة نتاج عن صراع معرفي ينشأ نتيجة عجز المتعلم عن حل الوضعية المشكلة اعتمدت على مكتسباته السابقة.
3-المواءمة : عملية سيكولوجية يتم من خلالها تعديل المتعلم لأنشطته وعملياته وبنياته الفكرية لتتوافق مع متطلبات الوضعية المشكلة.
4- التوازن: حالة تحصل نتيجة حل المتعلم للمشكل المطروح، وتجاوز مرحلة اللاتوازن.
🎩 المرور من التوازن القديم، ثم اختلال التوازن، لنحقق من بعد توازن جديد! تطبق خصوصا في الرياضيات.
🔴 النظرية السوسيوبنائية:
✏ تعتبر هذه النظرية التي وضع أسسها "فيكوتسكي" أن المعارف تبنى اجتماعيا من لدن المتعلم ولفائدته، فهو يبني معارفه بكيفية نشيطة ومتدرجة من خلال سياق قائم على التفاوض والتفاعل مع الجماعة أو الأقران والمحيط.. فالتعلم يحدث من خلال الفعل والمشاركة أي من خلال تأثير داخلي يتمثل في صراع معرفي داخلي ذاتي، وتأثير خارجي يتمثل في صراع سوسيومعرفي نتيجة التفاعل الاجتماعي.
✏فالسوسيوبنائية تقارب إذن سيرورة التعلم انطلاقا من ثلاثة أبعاد:
▫ البعد البنائي لسيرورة بناء المعرفة من قبل الذات العارفة..
▫ البعد التفاعلي لهذه السيرورة نفسها، حيث الذات تتفاعل مع موضوع المعرفة.
▫ البعد الاجتماعي للمعرفة، حيث تتم في سياق مدرسي تتفاعل فيه بنية اجتماعية معينة.
-التعلم يتم في إطار تفاعل المتعلم مع المحيط العام بكل عناصره المؤثرة.
-تعتبر ان التعلم أصبح مرتبطا بالتبادلات الديداكتيكية بين المدرس والمتعلين وبين المتعلمين أنفسهم وبين هؤلاء والمحيط بصفة عامة.
-تعتبر الأستاذ مجرد مسير وموجه ومنشط للتعلم.
-تهتم بالتعلم التعاوني (العمل الجماعي، العمل في مجموعات، الأقران..) أكثر من غيره.
-المعرفة السابقة شرط أساسي للتعلمات الجديدة (توظيف التمثلات)
-التعلم بالمصاحبة يكون أحسن...
🔴 النظرية المعرفية:
تعتبر النظرية المعرفية من أحدث النظريات السيكولوجية على الإطلاق لأنها حاولت أن تستفيد من التطورات الحديثة في العلوم البيولوجية و الخلايا العصبية والانتروبولوجية.
وقد ظهرت هذه النظرية في أواخر الخمسينات من القرن العشرين وبالضبط سنة 1956.
من أهم روادها: طولمان بروني شومسكي ..
💥مرتكزات ومبادئ النظرية:
🌟 اعتبار دماغ الإنسان يشتغل كما يشتغل الحاسوب او الخلايا العصبية.
🌟 إحلال المعرفة والصورة العصبية والخريطة الذهنية محل السلوك. والمثير والاستجابة في عملية التعلم.
🌟 تجاوز السلوك باعتباره موضوعا لعلم النفس ودراسة الحالات الذهنية للفرد.
🌟التفاعل بين الفرد والمحيط وهو تفاعل دينامي يؤدي إلى التكيف والتوافق والتأثير والتأثر.
💥 المفاهيم الأساسية في النظرية المعرفية:
-الكل أو الموقف الكلي.
المعنى: خبرة شعورية، عقلية أو معرفية دقيقة تحدث حين تتكامل الرموز والمفاهيم والدلالات وتتفاعل مع بعضها البعض لتكوين المعنى المدرك.
-المعرفة.
-تجهيز ومعالجة المعلومات (البناء والادماج).
× تتقاطع هذه النظرية مع الجشطالتية في معالجة المعلومات من الكل إلى الجزء.
💥 إيجابيات النظرية المعرفية:
-تدرس الاستراتيجيات المعرفية التي يستعملها المتعلم أثناء التعلم.
-تهتم بالثيمات الذهنية والتمثلات والذكاءات المتعددة.
- نظرية عامة للاشتغال المعرفي أو النشاط الذهني.
-تهتم بحل المشكلات والمفاهيم وكل الأنشطة المعقدة للمعلومات.
💥 مراحل عملية التعلم في النظرية المعرفية:
1-الاستقبال (الانتباه): هو استقبال الفرد المنبهات والمثيرات الواردة من العالم الخارجي.
2-الترميز : إعطاء معاني لها دلالة معينة للمعلومات والمثيرات الواردة من العالم الخارجي.
3-الاحتفاظ: حفظ المعلومة في الذاكرة.
4-الاسترجاع: استرجاع واستدعاء للمعلومات التي تم تخزينها في الذاكرة.
💥قوانين التعلم في النظرية المعرفية:
1-قانون السببية: لكي يتعلم الفرد العلاقة بين الفعل والنتيجة لابد أن تكون هناك علاقة سببية واضحة بينهما..
2-قانون التعلم السببي: يتعلق بالنتائج المرغوبة حيث يميل الفرد إلى تكرار الاستجابات التي لها علاقة سببية واضحة بالنتائج المرغوب فيها. وتجنب الاستجابات التي لها علاقة سببية واضحة بالنتائج الغير مرغوب فيها.
3-قانون التغذية الراجعة للمعلومات: فهمك للعمل يعتمد على تطبيقك له عمليا.. أي عمل تقوم به او فعل تفعله يوفر لك العديد من المعلومات عن هذا العمل وهذا ما يسمىبالتغذية الراجعة.
💥التطبيقات التربوية للنظرية المعرفية:
-تساعد على فهم العديد من العمليات المعرفية.
2-السلوك الإنساني ينتج عن تفاعل الظروف الحالية المثيرة و ذكريات الخبرة السابقة.
3- ضرورة الاعتماد على التكرار اللفظي للمادة المتعلمة في المراحل العمرية الأولى.
4-تطبيق المتعلم الدروس التي يتعلمها..
⏪يمكن القول أن النظرية المعرفية من بين النظريات الحديثة التي تعتبر دماغ المتعلم يشبه الحاسوب حيث يقوم بالتخزين والمعالجة، لذلك فالاستغلال الجيد للدماغ يجب أن يتم عبر الاستغلال المتنوع للوسائل والطرائق والانتقال المستمر بين ما هو نظري وتطبيقه.
💡إضاءات:
البنائية: تعلم سلوك يحصل من خلال توظيفه لتمثلاته من أجل حصول التوازن والتكيف بين المعارف السابقة والمعارف اللاحقة، والجشطلتية: الادراك الكلي للمعنى عن طريق الاستبصار، والمعرفية: عملية تفكير يمارسها المتعلم في وضعية معينة والتغيرات التي تحدث على إثره هي تغيرات في البنيات المعرفية ومستواها.
التغدية الراجعة نقوم خلالها بتثمين المكتسب السابق و ليس بناء مفهوم جديد.
في نهاية هذا العرض، تم الإشارة إلى أن تطبيقات هذه النظريات عمليا في الممارسة الصفية هو الأهم وماينبغي علينا معرفته وأنها بعض النظريات وخاصة الأولى منها، ليس متجاوزة أو تم التخلي عنها كما يتصور البعض.. بل تتمظهر في عملية التعلم بشكل أو بآخر يوظف المناسب منها حسب الوضعيات المطروحة.