أخر الاخبار

التعاقد الديداكتيكي Contrat didactique

 التعاقد الديداكتيكي  Contrat didactique

تعـريف:

يعني التعاقد الديداكتيكي أو العقد الديداكتيكي حسب Guy Brousseau:

   " مجموع سلوكات المدرس ( المرتبطة ببناء المعرفة واكتسابها ) والمتوقعة من طرف المتعلمين، ومجموع سلوكات المتعلم المتوقعة من طرف المدرس. انه مجموع القواعد التي تحدد، بصورة ضمنية، ما يتوجب على كل شريك في العلاقة الديداكتيكية، تدبيره وما سيكون موضوع محاسبة أمام الأخر".

اذن  في اطار تفاعل زوايا المثلث الديداكتيكي( مدرس- متعلم- معرفة) يعتبر العقد الديداكتيكي بمثابة الزام يحدد، بصفة ضمنية في الغالب، ما هو مطلوب من كل طرف ( المدرس والمتعلم) أن يقوم به من خلال  العملية التعليمية التعلمية، كما يحدد مستويات المسؤولية الموكولة لكل منهما .

حتى وان كانت بنوده غير معلنة أو غير مصرح بها، فإن التعاقد الديداكتيكي حاضر في كل عملية تعليمية – تعلمية.

إنه تعاقد يحدد ما ينبغي على المدرس احترامه من سلوكات، خاصة لما يكون المتعلم في وضعيات اشتغال ، وضعيات يفترض أن يفوض فيها المدرس للتلميذ مسؤولية بناء تعلماته، فيما يسميه Guy Brousseau بla dévolution، اذ يعتبر بناء المعرفة والمساهمة في اكتسابها مجمل ما يمكن أن ينتظر من المتعلم . وحينما يحرج تدبير مسار العمل عن مجراه يعتبر ذلك نقصا للتعاقد.

الا ان المدرس أثناء حرصه على تحقيق الأهداف التي سطرها لفعله الديداكتيكي، قد يسقط أحيانا في بعض الانحرافات حين يقدم للتلاميذ مساعدات تسهل وصولهم الى النتائج، وبالتالي تحون دون بنائهم للتعلمات ، مما يكون له تأثير سلبي على العقد الديداكتيكي.


الانزلاقات الديداكتيكية Echappatoires didactiques.

من بين هذه الانحرافات عن  العقد الديداكتيكي رصد الديداكتيكيون الانزلاقات التالية:

¨    أثر طوباز Effet Topaze

يتجلى هذا الأثر عندما يصادف التلميذ صعوبة، فعوض أن يواجه تلك الصعوبة بالاعتماد على مجهوده الذاتي يتدخل المدرس ويقدم مساعدة حاسمة، الأمر الذي يفوت عليه فرصة بناء تعلماته. في هذه الحالة  لا يقوم التلاميذ بالجهد اللازم لاكتساب المعرفة المنشودة، وبالتالي لا يتحقق الهدف.

¨   أثر جوردان Effet Jourdain.

 ويسمى كذلك بسوء الفهم الأساسي ،ويحدث عندما يتجنب المدرس النقاش مع التلاميذ حول المعرفة. فحتى لا يقع في الفشل، يكتفي يتقبل أدنى إشارة بسيطة يبديها المتعلم، معتبرا إياها دليلا على فهمه واستيعابه لما قدم له، حتى  وان كانت سلوكات أو إجابات التلاميذ غير مقتنعة وساذجة.

¨    الانزلاق الميتا معرفي: le glissement métacognitif

عندما يفشل المدرس  في اكتساب ما يريد اكتسابه للمتعلمين، يهتدي الى تبرير ما، فيتحول الى موضوعات أخرى ، مستبدلا بذلك موضوع المعرفة المقررة الذي يشكل المحور الفعلي لنشاطاته.

كانت هذه أمثلة لبعض الانزلاقات الي قد يقع فيها المدرس/ مما يؤثر بالتالي سلبا على العقد الديداكتيكي، بينما هناك انزلاقات أخرى تحدث عنها دارسو الديداكتيك مثل: الاستعمال المفرط للماثلة L’usage abusif de l’analogie ،وأثر الانتظار الغامض L’effet de l’attente incomprise...

بقي أن نشير في الأخير إلى كون العقد الديداكتيكي يختلف عن العقد البيداغوجي .

فاذا مان الأول، كما رأينا، يركز بالأساس على الأدوار والوظائف التي ينبغي أن يلتزم بها كل طرف أثناء عملية اكتساب  المعرفة، وتحقيق الأهداف المتوخاة من النشاط التعليمي التعلمي.

فان الثاني أي العقد البيداغوجي يركز بالخصوص على ما يعتبره بروسو  اجتماعيا في العلاقة بين الطرفين : كالالتزام بالانضباط داخل الفصل، واحترام الوقت واقتناء الأدوات المدرسية وعدم الغش....

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-