يقصد بالوسائل الديداكتيكية كل أنواع الوسائل القابلة لتوظيف في عملية التعليم والتعلم ، بهدف تحقيق الأهداف التربوية بفاعلية وبطريقة أسهل وأسرع .هي جميع الوسائل التي يلجأ المدرس بغية تطوير فعله البيداغوجي والرفع من مردوديته ،وكل ما يعين المتعلمين على اكتساب معارف وقدرات ومواقف وقيم ،وتشمل الكتب المدرسية والسبورات بأنواعها والصور والنصوص والخرائط النماذج والعينات والمجسمات وأجهزة العرض والافلام والحاسوب والاقراص المدمجة وكل الوسائط المتوفرة في محيط المؤسسة والبيئة المحلية .
عرفت الوسائل الديداكتيكية بتسميات اختلفت باختلاف المقاربات البيداغوجية ونظرة كل مقاربة للدور الذي تلعبه هذه الوسائل في العملية التعليمية . لعل أهم هذه التسميات : وسائل الإيضاح ،الوسائل التعليمية، الدعامات الديداكتيكية ،المعينات الديداكتيكية ،الوسائل التعليمية .
تصنيف الوسائل الديداكتيكية
هناك تصنيفات متعددة للوسائل التعليمية، إلا أن أكثر التصنيفات استحسان في الحقل التربوي ، ذلك الذي يصنفها على أساس الخبرات التعليمية التي يمر بها المتعلم في عملية التعلم ، وهي :خبرات مباشرة ، وخبرات غير مصورة ،وخبرات مجردة .
الخبرات المباشرة (ممارسات)
وهي إما ممارسات واقعية يكون فيها المتعلم في تفاعل مباشر مع الواقع ،يشارك فيها بالأداء والعمل ،كما هو الحال عندما ينجز بنفسة التجارب المخبرية K او خبرات معدلة للواقع ،وذلك حين يتفاعل المتعلم مع وسائل تعدل الواقع كنماذج التجزيئية ، مثل مجسم المجموعة الشمسية الذي يجسد صورة مصغرة عن الواقع المرتبط مثلا بالأحداث التاريخية ،يقوم التلاميذ بإعادة تمثيل هذه الأحداث في شكل خبرات درامية لتخدم أهدافا تربوية .
الخبرات المصورة (مشاهدات )
وهي إما صور ثابتة مثل الصور الفوتوغرافية والشرائح الثابتة ،والرسوم الفنية وغيرها ، أو المتحركة ،كالأشرطة ،و الأفلام ،ويتفاعل معها المتعلم بالاستماع .
الخبرات المجردة (تجريدات )
عبارة عن رموز لفظية في شكل تعبيرات وشروح لفظية كلامية ،يتفاعل لافيها المتعلم مع رموز ومعاني ،غالبا ما يطغى عليها الطابع التجريدي ،أو رموز بصرية ،وتشمل المبيانات والرسوم التخطيطية والخرائط ،وهي تحتوي على رموز له ادلالة معينة لدى المتعلم .
نلاحظ إدن نسبة أداء ومشاركة التلميذ كبيرة ومهمة في الخبرات المباشرة لتقل تدريجيا إلى أن يصبح شبه منعدمة في الخبرات المجردة ، بينما يقل تدخل المدرس كلما توجهنا من التجريدات إلى الممارسات .
دور الوسائل الديداكتيكية في تحسين عملية التعليم والتعلم
تعين المدرس على تطوير كفاياته المهنية ،حيث تساعده على :
- الرفع من جودة ادائه بتوفير الجهد والوقت والزيادة في مردوديته التربوية .
- تحاشي السقوط في اللفظية : قد يستعمل المدرس ألفاظا لا يؤولها التلميذ بنفس المعنى الذي يقصده المدرس ، لذا فالوسائل هنا تقدم للمتعلمين أساسا ماديا للتفكير الإدراكي الحسي وتقلل من استخدام ألفاظ لا يفهمونها
- تنويع أساليب التعليم والتعلم لمواجهة الفوارق الفردية بين التلاميذ .
- تعزيز التواصل الدائم بين المدرس و تلامذته من جهة وفيما بين التلاميذ من جهة أخرى .
على مستوي ما تحققه هذه الوسائل لدى المتعلم ، نختار ما يلي :
- تعمل على شد انتباه المتعلم ، وتولد لديه الرغبة في الاقبال علة التعلم .
- تعين المتعلم على إثراء خبراته وعقلنة أساليب تعلمه ، تجعله هو المنتج لتعليماته ، خاصة عندما يستعمل هو نفسه هذه الوسائل بما يضمن له البناء الذاتي للمعرفة .
- تساعد على خلق تدرج في التفكير من المادي المحسوس إلى المجرد .
- باستعمال أكبر قدر من الحواس في التعامل مع الوسائل ، تجعل ما يتعلمونه باقي الأثر .
- بتعزيز الترابط بين النظري والعلمي تساهم في ربط المدرسة بالحياة .
ديداكتيكية استعمال الوسائل التعليمية
اختيار الوسائل التعليمية :
إذا كان المدرس مدعوا لاختيار وسائل وادوات تلائم الأهداف التي حددها والمهام المراد إنجازها، فمن بين معايير اختيارها ما يلي :
- الملاءمة : أن تكون الوسائل المنتقاة ملائمة للأهداف المرسومة ولمستوى المتعلمين ولطبيعة الوسط والظروف التي تجري فيها العملية التعليمية ز
- درجة الصعوبة : أن تكون في متناول المتعلمين لتسهيل ملاحظتها وفهم مضمونها وبالتالي القدرة على توظيفها ز
- التكلفة : أن يكون ثمن تكلفتها يعادل النتائج المحصل عليها .
- التوفر : أي أن تكون متوفرة حينما نحتاج إليها .
- القيمة التقنية : أن تكون الوسائل صالحة تقنيا من حيث وضوح الرؤية أو السماع أو غيرها .
إضافة إلى المعايير السالفة الذكر ، ينبغي في استخدام الوسائل الديداكتيكية ،مراعاة المبادئ الاساسية التالية :
قواعد استخدام الوسائل التعليمية
- تحديد الهدف : يجب أن يكون الدور الذي ستؤديه الوسيلة في النشاط التعليمي المستهدف واضحا في ذهن المدرس .
- تجربة الوسيلة واختبارها : أن معرفة تفاصيل الوسيلة التي ينوي المدرس استخدمها أمر واجب ، لذا لابد من المعاينة القبلية للوسائل بهدف تعرف موصفاتها وفعاليتها قبل الشروع في توظيفها ، مع ايجاد بدائل مفترضة في حالة تعرضها للعطب أو الإتلاف.
- استخدام الوسيلة في الوقت المناسب : تستخدم الوسيلة في اللحظة السيكولوجية المواتية ، أي بعد تهيئ المتعلمين للتفاعل معها ،حتى يكون استخدم الوسيلة وظيفيا ومؤديا للدور الذي اختيرت من أجله .
- التنويع : تنويع الدعامات تبعا لنشاط التعليمي المستهدف ، وعدم حشو الدرس الواحد بعدد كبير من الوسائل،قد لا يتحمله وقت الدرس و أذهان المتعلمين ز
- طبيعة الوسيلة : التركيز على المعاينة الواقعية والداعمة للتعليمات كلما كان ذلك ممكنا ، أي ألا تعوض الصور و النماذج الجامدة ما يمكن الحصول عليه حقيقيا أو حيا ، كالزيارات الميدانية أو النباتات ، أو عينات من الصخور والمعادن ......
- أن تكون متمركزة حول المتعلم : فهو الذي يجب أن يستعملها أو يقترحها أو ينتجها إن أمكن .
- الصيانة الدائمة للدعامات والمحافظة عليها في مكان امن .
اغراض توظيف الوسائل :
في الغالب تتم برمجة واستخدام الوسائل والأدوات داخل أنشطة الحصة ، لتحقيق الأهداف التالية :
- تشويق المتعلمين لدراسة موضوع أو طرح مشكل .
- الإخبار والتحسيس بقضية مثارة .
- توضيح المعطيات وتسهيل إدراكها .
- بناء مفاهيم وحقائق علمية أثناء أنجاز التجارب المختلفة .
- تنمية قدرات الملاحظة والمقارنة والتصنيف والتحليل والاستدلال والاستنتاج والتركيب .....
- تقويم التعلمات