أساليب التنشيط
أسلوب سلطوي Méthode Autoritaire
يعتمد الأسلوب السلطوي على هيمنة المنشط الذي يؤدي دور القائد المطلق، حيث يتحكم في جميع جوانب النشاط. يقوم المنشط بوضع التوجيهات والتعليمات دون إشراك الجماعة في العملية التنشيطية. يُفرض الانضباط والنظام من خلال خطة محددة مسبقًا لا يتم إطلاع المشاركين عليها، مما يجعل توجه الأنشطة غير واضح بالنسبة للجماعة.
يتولى المنشط توزيع المهام وتشكيل الجماعات الفرعية، كما يتابع الإنجازات ويقيمها، ويتخذ الإجراءات المناسبة لضمان تحقيق الأهداف. ومع أن هذا الأسلوب قد يحقق النظام والكفاءة، فإنه يقلل من المشاركة الإيجابية للمجموعة، مما قد يضعف الحافز والإبداع لدى الأفراد.
أسلوب ديمقراطي Méthode Démocratique
هذا الأسلوب، الذي يتماشى مع الميثاق الوطني للتربية والتكوين، يعكس روح الديمقراطية ويعتمد على بيداغوجيا الكفايات. يحاول المنشط في هذا النهج الاندماج كعضو ضمن الجماعة، حيث تقدم التوجيهات على شكل اقتراحات تخضع للنقاش والتداول بين أفراد المجموعة.
يمكن أن يكون التعاون كليًا، بحيث يقتصر دور المنشط على تحديد الأهداف، أو جزئيًا، حيث يقترح خطة عمل ثم يشارك في تنفيذها بشكل ديمقراطي. هذا الأسلوب يعزز التعاون والمسؤولية المشتركة بين جميع الأطراف، مما يجعله مثاليًا لبناء الكفايات وتنمية مهارات المشاركين.
سلوب فوضوي Méthode Laissez-faire
يتسم الأسلوب الفوضوي بترك المشاركين أحرارًا تمامًا دون تدخل المنشط في العملية. يقتصر دوره على تقديم العمل، ثم يترك الجماعة لتتصرف وفق رغباتها دون أي إرشاد أو مشاركة. المنشط لا يقدم توجيهات واضحة، ولا يشارك في العمل، ولا يبدي أي مواقف تجاه ما يحدث.
في أغلب الأحيان، يؤدي غياب التوجيه والمشاركة إلى تخلي الجماعة عن أداء المهمة أو الإخفاق في تحقيق الأهداف. هذا الأسلوب يضعف روح العمل الجماعي ويقلل من كفاءة الأنشطة التعليمية، مما يجعله أقل فعالية مقارنة بالأساليب الأخرى.
أهمية تبني الأسلوب الديمقراطي في التنشيط
لتحقيق أداء تربوي مميز ونتائج إيجابية على مستوى بناء الكفايات، من الضروري تبني الأسلوب الديمقراطي الذي يعزز المشاركة والتفاعل الإيجابي.
الانتقال من التعليم التقليدي إلى التعلم الفعّال
في الماضي، كان التعليم يركز على مركزية المدرس باعتباره المصدر الوحيد للمعرفة، بينما يُعامل المتعلم كمستقبل سلبي للمعلومات. كان الهدف الأساسي هو التحضير للامتحانات دون التركيز على الفهم أو التطبيق العملي.
اليوم، تتطلب التربية الحديثة تحولًا جذريًا نحو التعلم الفعّال الذي يضع المتعلم في قلب العملية التعليمية. يتم ذلك من خلال توفير الحد الأدنى من المعارف والمهارات التي تمكنه من بناء كفايات متعددة المجالات، وتعزيز استقلاليته في الوصول إلى المعرفة واكتسابها ذاتيًا.